المشاركات

ظل الذئب

 في إحدى القرى البعيدة، كان هناك راعٍ يُدعى أيمن، معروف بشجاعته وحبه لرعي الأغنام في المراعي الخضراء. لكنه كان يخاف أمرًا واحدًا فقط… الذئاب. في كل ليلة، كان أهل القرية يسمعون عواء الذئاب من الجبال القريبة، لكن أيمن لم يواجه واحدًا قط. ومع ذلك، كان يعيش في رعب دائم، يلتفت حوله باستمرار، ويتخيل أن هناك ذئبًا يراقبه في كل لحظة. ذات يوم، بينما كان يرعى أغنامه قرب الغابة، رأى ظلًا ضخمًا بين الأشجار. تجمد في مكانه، ضرب قلبه بعنف، وبدأ جسده يرتجف. "لقد جاء الذئب!" هتف في نفسه، وأطلق ساقيه للريح عائدًا إلى القرية، تاركًا قطيعه خلفه. عندما عاد مع رجال القرية وهم يحملون العصي والرماح، لم يجدوا أي ذئب… بل وجدوا حجرًا كبيرًا تلقي عليه الأشجار ظلالًا جعلته يبدو كذئب جاثم في الظلام. ضحك الرجال، لكن أيمن لم يجد الأمر مضحكًا على الإطلاق. في تلك اللحظة، أدرك الحقيقة: "لقد صنعتُ الذئب في رأسي قبل أن أراه في الواقع!" 🔹 الحكمة: "الخوف من شيء لم يحدث أسوأ من مواجهته حين يقع."

الكنز الذي لا يُقدَّر بثمن

 في قرية صغيرة بعيدة عن صخب المدن، كان هناك شاب يُدعى "سليم"، معروف بكسله وحلمه الدائم بالثراء السريع دون أي جهد. كان يجلس كل يوم تحت شجرة الزيتون العتيقة، يحلم بأن يستيقظ يومًا ويجد كنزًا تحت قدميه. ذات يوم، سمع عن شيخ حكيم يعيش في الجبال، يُقال إنه يعرف أسرار الثروات المدفونة. قرر سليم الذهاب إليه، وبعد رحلة شاقة، وصل إلى الكوخ حيث يعيش الشيخ. نظر إليه الحكيم وابتسم قائلاً: "يا بني، الكنز الذي تبحث عنه موجود في حقل مهجور قرب قريتك. احفر هناك وستجد ما يغنيك مدى الحياة." عاد سليم متحمسًا وبدأ الحفر في الحقل منذ الفجر حتى الغروب، يومًا بعد يوم، لكنه لم يجد شيئًا. بعد أسابيع من الحفر، قرر أن يزرع الأرض التي قلبها، فغمرها بالماء وزرع البذور. لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت الأرض تُنبت، وبعد شهور صار الحقل مزدهرًا بالمحاصيل. جاء التجار لشراء الإنتاج، ووجد سليم نفسه يملك مالًا لم يكن يحلم به. عندها أدرك الحقيقة وعاد إلى الحكيم قائلاً: "لم أجد كنزًا مدفونًا، لكني وجدت كنزًا من جهدي وعَرق جبيني!" ابتسم الشيخ وقال: "ذلك هو الكنز الحقيقي، يا بني… فالعمل هو الذهب الو...

لا تسقط ابدا

 **عنوان القصة: ** لا تسقط أبدًا **الفصل الأول: سقوط البداية** وسط غابة كثيفة يلفها الضباب، كان "سليم" يركض بأقصى سرعته، يسمع أنفاسه تتسارع وصوت خطوات تلاحقه. كان قلبه ينبض بجنون، ليس فقط بسبب الجري ولكن بسبب الرعب الذي يتسلل إلى أوصاله. لقد وجد نفسه وحيدًا بعد انقلاب قارب الصيد الذي كان عليه مع والده، وجرفته الأمواج إلى هذه الجزيرة الغامضة. استيقظ ليجد نفسه على شاطئ مغطى بالحجارة السوداء، وبعيدًا، تلوح أشجار باسقة، تبدو كأنها تخفي شيئًا ما. نهض وهو يحاول تذكر ما حدث. الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أنه يجب أن يتحرك، فالشمس كانت تغيب، وكان عليه أن يجد مأوى قبل حلول الظلام. **الفصل الثاني: الجزيرة الملعونة** كلما توغل في الغابة، ازداد شعوره بأن هذه الجزيرة ليست طبيعية. سمع أصوات همسات بين الأشجار، وخُيِّل إليه أن هناك عيونًا تراقبه من بين الأغصان. فجأة، انقض عليه ظل من الأعلى، فأفلت صرخة ووقع أرضًا. كان رجلاً مسنًا، بملابس ممزقة وعينين تلمعان كأنهما تريان المستقبل. "أنت لست الأول، ولن تكون الأخير"، قال الرجل بصوت غامض. سأل سليم، وهو ما يزال يلهث: "ماذا تقصد...