لا تسقط ابدا
**عنوان القصة: ** لا تسقط أبدًا
**الفصل الأول: سقوط البداية**
وسط غابة كثيفة يلفها الضباب، كان "سليم" يركض بأقصى سرعته، يسمع أنفاسه تتسارع وصوت خطوات تلاحقه. كان قلبه ينبض بجنون، ليس فقط بسبب الجري ولكن بسبب الرعب الذي يتسلل إلى أوصاله. لقد وجد نفسه وحيدًا بعد انقلاب قارب الصيد الذي كان عليه مع والده، وجرفته الأمواج إلى هذه الجزيرة الغامضة.
استيقظ ليجد نفسه على شاطئ مغطى بالحجارة السوداء، وبعيدًا، تلوح أشجار باسقة، تبدو كأنها تخفي شيئًا ما. نهض وهو يحاول تذكر ما حدث. الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أنه يجب أن يتحرك، فالشمس كانت تغيب، وكان عليه أن يجد مأوى قبل حلول الظلام.
**الفصل الثاني: الجزيرة الملعونة**
كلما توغل في الغابة، ازداد شعوره بأن هذه الجزيرة ليست طبيعية. سمع أصوات همسات بين الأشجار، وخُيِّل إليه أن هناك عيونًا تراقبه من بين الأغصان. فجأة، انقض عليه ظل من الأعلى، فأفلت صرخة ووقع أرضًا. كان رجلاً مسنًا، بملابس ممزقة وعينين تلمعان كأنهما تريان المستقبل.
"أنت لست الأول، ولن تكون الأخير"، قال الرجل بصوت غامض.
سأل سليم، وهو ما يزال يلهث: "ماذا تقصد؟ هل هناك من نجا قبلي؟"
أومأ الرجل ببطء وقال: "هذه الجزيرة تختبر القادمين إليها. إن سقطت، لن تقوم مجددًا."
**الفصل الثالث: الاختبار**
بعد حديث طويل، عرف سليم أن الجزيرة كانت مأوى لقراصنة قدامى، وأنها تخفي كنزًا عظيمًا لكنه محمي بلعنة شرسة. كل من يحاول المغادرة، عليه أن يواجه الاختبار الأخير.
كان الاختبار عبارة عن صعود قمة صخرية شاهقة الارتفاع، في قمتها مفتاح سفينة قديمة، وهي الوسيلة الوحيدة للمغادرة. لكن المشكلة لم تكن في الصعود فقط، بل في الرياح العاتية التي تهدد بإسقاط أي شخص يحاول التسلق.
بدأ سليم الصعود. كانت الصخور حادة وزلقة، وكانت الرياح تصفعه كأنها تود إسقاطه. انزلقت قدمه أكثر من مرة، لكنه كان يتشبث بكل قوته. استمر في التقدم، رغم آلام جسده.
عندما اقترب من القمة، هبت عاصفة شديدة، فاختل توازنه وسقط للأسفل، لكنه أمسك بحافة ضيقة في آخر لحظة. نظر للأعلى ورأى المفتاح يلمع أمامه، كان قريبًا جدًا لكنه بعيد بنفس الوقت.
**الفصل الرابع: لا تسقط أبدًا**
تذكر كلمات الرجل العجوز: "إن سقطت، لن تقوم مجددًا." أخذ نفسًا عميقًا، وحشد كل قوته، ثم قفز إلى الأعلى ممسكًا بالمفتاح. في لحظة، هدأت الرياح فجأة، وكأن الجزيرة نفسها اعترفت بقوته.
عاد إلى الساحل ووجد السفينة القديمة تنتظره. أدار المفتاح في قفلها، فانفتح باب سري، وانطلقت السفينة كأنها تحررت من سجن أبدي.
عندما عاد إلى موطنه، لم يعد سليم الفتى الخائف. لقد فهم الآن أن السقوط لا يعني النهاية، بل فرصة للقيام من جديد.
**الخاتمة: لا تسقط أبدًا، وإن سقطت... فقم من جديد.**
من تاليف هيلم
تعليقات
إرسال تعليق